كتب أحدهم يدعى جواد عـ .. م قائلا :
آخر مرّة تحدثت معه فيها، كانت منذ عامٍ تقريباً، لم يتجاوز حديثنا الأربعة دقائق، لم يسألني عن أحوال الأهل والأقارب، كان حديثه كله عبارة عن أسئلة .. كيف كان حصادكم هذا العام ، هل سقيتم الأرض جيداً ، هل لازال الناس يُحبّون الربيع ... إلخ.
الأسئلة كلها كانت عبارة عن ألغاز، فالمكالمات في السجون مُراقبة بلا شك، كان فرحاً جداً لاستكماله حفظ كتاب الـ ـله عن ظهر قلب، سبع سنوات في السجن لم تكن بالأمر الهيّن ، كَبُرَ أكثر مِن عمره .. لقد أخبرني أنّ الأيام تمضي والعمر ينقضي وموسم الحصاد يجب ألّا يتوقف ..
منذُ قليل وصلني خبرٌ منه عن طريق أحدهم ، أن إدارة السجـ ـن قد أبلّغته بأنّ إخلاء سبيله سيكون بعد عدّة أيام ، بعد أن أمضى قرابة الست سنوات ونصف في الأسر، بالطبع لم يكن الأمر هيّناً على مَن أُسِرَ وهوَ إبن الأربعةَ عشرَ ربيعاً .. سبع سنوات كانت نِصفُ عمر يا أخي عندما وقع في الأسر ..
اللّهُمَّ لك الحمد حتى يبلُغَ مُنتهاه .
اكتب تعليقك هنا