إن كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لم يخرج على حكام زمانه بنفسه ، فإنه أقر الخروج عليهم ولم ينكره على غيره ممن خرج .
فلما خرج الإمام أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي رحمه الـ ـله على حكام زمانه ، لم ينكر عليه الإمام أحـ ـمد بن حـ ـنبل ولم يعده من الخـ ـو ارج كما يفعل أهل الإرجاء والإرجاف في هذا الزمان ممن يلوكون تلك الشبهة ، بل أثنى عليه ، كما أثنى عليه كافة العلـ ـماء الصا دقين ساعـ ـتئذ ، بعكس أحـ ـمد بن أبي دؤاد ، وعبد الرحـ ـمن بن إسحاق ، وأبي عبـ ـد الـ ـله الأرمني ، وأضرابهم من دعاة الضـ ـلالة !
قال الحافظ ابن كـ ـثير رحمه الـ ـله: "وذكره الإمام أحمـ ـد بن حـ ـنبل يوماً فقال : رحمه الـ ـله ما كان أسخاه بنفسه لـ ـله ، لقد جاد بنفسه له ". اهـ
وقال أيضاً: " ذهب أحـ ـمد بن نصر شهـ ـيداً وحزن عليه أهل بغداد سنين طويلة لا سيما الإمام أحـ ـمد بن حنبل " . اهـ [ البداية والنهاية 10/318، وانظر : سير أعلام النبلاء 11/166-169] .
اكتب تعليقك هنا