سفيان الثوريّ
سفيان الثوري بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي.
ولد سفيان سنة 75 من الهجرة، وكان أبوه أحد رواة الحديث الثقاة الذين روى لهم أصحاب الكتب الستة، وهم الإمام البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
وكان لوالدته الفضل في توجيهه إلى طلب العلم، وكانت تقول: " يا بني اطلب العلم، وأنا أكفيك بمغزلي).
ولذلك نشأ سفيان في طفولته محبا للعلم حريصا على التعلم، وكان يقول: " لما أردت طلب العلم قلت: يا ربِّ إنه لابد لي من معيشة، ورأيت العلم يدرس، فقلت أفرغ نفسي لطلبه، وسألت ربي الكفاية ".
وكان يقول: " ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم ".
وقد ذكر العلماء أشياء كثيرة تدل على نبوغه في العلم، وهو فتى صغير السن، حتى اشتهر بين كبار العلماء في زمنه.
قال أبو المثنى: " سمعت الناس بمرو يقولون: قد جاء سفيان.
قال: فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه.
ولم تمر إلا سنوات قليلة حتى أصبح سفيان العالم الكبير الذي يسأله الناس ويرجعون إليه في مختلف الأمور.
قال عبد الله بن المبارك: " كنت إذا أعياني الشيء أتيت سفيان أسأله، فكأنما اغتمسه من بحر ".
وكان يقول: " ما أعلم على الأرض أعلم من سفيان ".
وكان سفيان رحمه الله يحب أهل السـ.ـنة، ويبغض أهل البـ.ـدعة، وكان يقول: " البـ.ـدعة أحب إلى إبلـ.ـيس من المعصية، المعصية يتاب منها، والبـ.ـدعة لا يتاب منها ". ولقد كان سفيان رحمه الله آية من الآيات في الحفظ، فقد قال عبد الرحمن بن مهدي: " كان وهيب يقدم سفيان في الحفظ على مالك ".
وكان رحمه الله من العلماء العاملين بعلمهم، وكان يقول: " يهتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل ".
ولقد شهد له علماء عصره بأنه من العلماء العاملين، فقال مؤمل: " ما رأيت عالما يعمل بعلمه إلا سفيان ".
وكان رحمه الله زاهدا في الدنيا، متواضعا، لا يحب الشهرة بين الناس قال أحمد بن يونس: " ما رأيت أحدا أزهد من سفيان ".
وقال أبو أسامة: " ما رأيت أحدا أخوف لله من سفيان ".
توفي رحمه الله في شعبان سنة 161 من الهجرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الشامل، تأليف صلاح محمد عويضة، ص: 183-184-185 (بتصرف).
(عدد كلمات المقال: 348 ).
من هو سفيان الثوري ؟ |
اكتب تعليقك هنا