زينب رضي الله عنها
[فادية زوجها]
1- زواجها بأبي العاص:
امرأة فاضلة كريمة، ونموذج مشرف للكرم والوفاء زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن خالتها أبو العاص بن الربيع قبل النبوة، وعندما نزل الوحي دخلت وأخواتها في دين الله، إلا أن زوجها أبى وقال لها: والله ما أبوك عندي بمتهم ولكني أكره أن يقال، أني خذلت قومي، و كفرت بدين أبائي إرضاء لامرأتي ... وكانت الصدمة الأولى لزينب.
2- أسر زوجها أبي العاص:
ونشبت معركة بدر، ويكون زوجها من الأسرى وبعثت زينب في فداء زوجها أبي العاص بقلادة كانت أمها خديجة قد أهدتها لها يوم عرسها، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال: (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا …) فقالوا: نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذي لها ...
3- هجرتها إلى المدينة:
وأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم باللحاق به في دار الهجرة بعد أن أمر زوجها بطلاقها لأنه مازال مشركا ولا تحل له وكانت فجيعة أخرى لزينب.
ولحقت زينب بأبيها في المدينة بعد أن لقيت من قريش عنتا شديدا فقد روعها "هبار بن الأسود الأسدي" ونخس بعيرها برمحه فألقاها على صخرة فإذا هي تنزف دما وقد طرحت جنينها على أديم الصحراء.
4- وفود أبي العاص تاجرا إلى المدينة:
ويفد أبو العاص إلى المدينة تاجرا وهو ما زال مشركا وقد طاردته سرية من سرايا المسـ.ــلمين ...، فاقبل تحت الليل حتى دخل على زينب مستجيرا ... فصرخت زينب: أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فسمع الرسول نداءها وهو مع المسـ.ـلمين في المسجد.
ثم ذهب إلى ابنته فقالت له: يا رسول الله ... إن أبا العاص إن قرب فابن عم … وإن بعد فأبو ولد... وإني قد أجرته... فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته زينب: (أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له ما دام مشركا).
5- دخول أبي العاص في دين الله ووفاتها:
ثم رجع أبو العاص إلى مكة فأدى إلى كل ذي حق حقه، ثم أسلم، ورجع إلى النبي مسـ.ـلما مهاجرا، ويرد الرسول صلى الله عليه وسلم إليه زينب ويلتئم شمل الأسرة ... ولكن إلى أجل قصير، حيث تموت زينب بعد عام واحد من لقائها بزوجها الحبيب وكانت وفاتها بسبب سقطتها عند مخرجها من مكة ...
لقد كانت رضي الله عنها مثالا رائعا للزوجة الوفية الرؤوم ...
رقيه بنت محمد صلى الله عليه وسلم
[ذات الهجرتين]
1- زواجها رضي الله عنها:
تزوجها عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة فكان حموها "أبو لهب وحماتها: حمالة الحطب" ولما بُعث النبي (ص)، قال أبو لهب لابنه عتبة: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد ... ففارقها.
ثم تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بمكة وهاجرت إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا، وهاجرت إلى المدينة مع زوجها عثمان حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- مرض رقية رضي الله عنها:
وأثناء التجهيز لمعركة بدر مرضت بالحصبة، فخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فظل إلى جانبها حتى قضت نحبها راضية مرضية ومضت إلى لقاء ربها مثلا للزوجة الصابرة المهاجرة ونموذجا مشرفا للفتاة الطاهرة الودود...
ولما توفيت قعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت تبكي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدموع عن عينيها بطرف ثوبه ... وعن أنس أنه قال: شهدنا دفن بنت رسول الله (ص) ورسول الله جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان.
ولما بكت النساء عليها زجرهن عمر بن الخطاب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعهن يا عمر يبكين) ثم قال: (إبكين وإياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان).
أم كلثوم
بنت محمد صلى الله عليه وسلم
1- زواجها رضي الله عنها:
تزوجت عتيبة بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل: [تبت يدا أبي لهب وتب] قال أبو لهب لابنه رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد ففارقها ... فلم تزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هاجرت إلى المدينة...
2- وفاتها رضي الله عنها:
ولما توفيت أختها رقية زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان خلفا لأختها ... ولم تزل عنده إلى أن توفيت ولم تلد له...
وحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها حزنا شديدا،وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وضعت في قبرها قال: (لا ينزل في قبرها أحد قارف أهله الليلة...) وقال(ص): (أفيكم أحد لم يقارف أهله الليلة؟) فقال أبو طلحة: أنا يا رسول الله... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنزل...) فنزل.
ورحم الله أم كلثوم فأعفاها من محنتي اليتم والترمل، فلم تشهد رحيل أبيها بعد عام واحد عن الدنيا، ولا المصرع الفاجع لزوجها عثمان.
ـــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: نساء صالحات (بتصرف).
(عدد كلمات المقال: 769).
 |
| بنات النبي صلى الله عليه وسلم زينب فادية زوجها ورقية ذات الهجرتين وأم كلثوم رضي الله عنهن |
اكتب تعليقك هنا