كتب أحدهم قصة نشرها في موقع الفايسبوك قائلا:
" لا أخفي عليكم بأنني مغرم بقصص التحول، هـٰذه الشخصية التي تنتقل من حال إل حال في يوم وليلة .. هـٰذا التغير الذي يبدأ من الداخل ثم يظهر على الجوارح، قبل رمـ.ـضان بيوم رأيته (أعني أبـ.ـا خـ.ـا لد الأنـ.ـصاري) وكان حليق الذقـ.ـن ويخفيها بشماغه خوفًا من الحـ.ـسبة كان يبحث عن طريق للسفر لتركيا أو لبنان .. المهم أَنْ يخرج، ليس كـ.ـرها للإسـ.ـلام ومظاهره التي صارت بادية على الناس وتُضايق مَن في قلبه مرض، هو لم يكن يهتم لهـٰذا الأمر أساسًا، كانت له علاقات .. عدة أصحاب أقارب للـ.ـدولـ.ـة لـٰكن لم يتأثر بهم مثل الزيت والماء.
بنفس ذاك اليوم الذي رأيته فيه كنا ليلًا نجتمع بمنزل أحد الأصحاب وكان حاضرا وكان عدد منهم يخطط أَنْ يقضي رمـ.ـضان .. معتكفًا بالمـ.ـسجد وآخر يقنع الآخر .. اتفق قسم منهم بأن يبدأ من أول رمـ.ـضان وقسم في العـ.ـشر الأواخر .. ومن شدة ما ألحّ عليه أصحابه قرر أَنْ يعتكف .. وأخبرني فيما بعد بأنه لم يرد الاعتكاف لسبب ديـ.ـني بكثر ما هو خجل منهم ومن مبدأ (ما أخلي ربعي).
لم يكن يدري أَنَّ هـٰذا الاعتكاف سوف يغير حياته 180 درجة ليقلبها رأسًا علىٰ عقب .. وخرج بعد 30 يومًا من المـ.ـسجد إلىٰ المعـ.ـسكر .. نعم لا دولـ.ـة غسلت دماغه .. بقي في المسجد وكتـ.ـاب اللّٰه بـ.ـيده .. ودائمًا يكون القـ.ـرآن سبب هو الذي يشعل هـٰذا النور بداخلك هو الذي يقدح الشـ.ـرارة.
التقيت به بعد ستة أشهر .. كانت هـٰذه آخر صورة له بذهني قبل أَنْ يذهب، كان يلبس "قنـ.ـدهارية" سـ.ـوداء وجعبة أمريكية ويحمل كلاشـ.ـنكوف علىٰ ظهـ.ـره، ويضع قناعا على جبهته يكشـ.ـف عن وجه إنغـ.ـماسـ.ـي أبيض مثل فلقة القمر وتزينه لحية كثـ.ـيفة أول مرة أراه فيها منذ ان عرفته .. فوددت لو لدي كاميرا أوثق فيها هـٰذه اللحظة، ذهبت إليه وسلـمت عليه وسألته عن أخباره، وحتّىٰ طريقة كلامه تغيرت ، وكذا المفردات التي كان يستعملها وهو يتكلم مثل الزهـ.ـاد، والحق أني لا اعرف كيف يتكلمون لكن .. هذه الروحانية شيء يليق بهم، الإبتسامة التي كنت أراها فيما مضى تحمل خبثا صرت اليوم أراها جميلة بريئة صـ.ـادقة، لو أنني لا أعرف حقيقة هـٰذه الجمـ.ـاعة (الـ.ـدولـ.ـة) لصدقت قول الناس بأنها لا تغسل فقط العـ.ـقول إنما تغير أشياء كثيرة في المرء.
كان طوال الوقت يحدثني عن الشـ.ـهادة والجـ.ـنة وما عند اللّٰه، كنت غارقا بدوامة أفكار كيف!! هـٰذا لا نشأ في بيئة متـ.ـدينة لا أحد ضغط عليه ، هو يتيم أصلًا من عائلة فقيرة يعمل بنفسه تاركا الدراسة، هل هذا بسبب الفقر؟ ، يبحث عن مال؟ ، لـٰكن الرجل زاهـ.ـد بالدنيا ستة أشهر .. كان ضمن كتـ.ـيبة اقتحام .. قبل أن يعود مر علي فودّعني وكنت علىٰ أظن بأنه آخر لقاء فأنت أيها القارئ قد تعرف هـٰذا الشعور الذي ينتابك تلك الوخزة التي بداخلك إتجاه شخص ما .. قال لي: (خاف ما أشوفك مره ثانية تعال أحضنك) .. وذهب وكان آخر لقاء.
لدي قصة أخرى عنه .. أتحفظ من ذكرها .. قـ.ـتل نسـ.ـأل الله بأن يتـ.ـقبله بعـ.ـملية إنغمـ.ـاسية في مدينة الخـ.ـير .. مجـ.ـا.هـ.ـدا على جبهـ.ـاتها، مقـ.ـبلًا غير مدبـ.ـر .. يتقدم إخوانه .. ولم يعد حتّىٰ جسده، بل مضىٰ طاهر الأثواب ..
يا راحلين عن الحياة وساكنين بأضلعي .... (ا.هـ). ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(منقول بتصرف لا يخل بالمعنى).
الصورة: 141.6 كيلوبايت.
اكتب تعليقك هنا