أخر الاخبار

جـ.ـيل التمكـ ـين

أصدر المقـ.ـاتلون في العـ ـراق مقالا جديدا في صحـ.ـيفتهم الأسـ.ـبوعية الشهـ.ـيرة - ع 322 - جاء بعنوان: (جـ.ـيل التمكـ ـين) وكان مما جاء في المقال:

"سنستـ.ـخدم ما تعلمناه في إعلاء صرح هذه الخلا..ـة المبـ.ـاركـ.ـة التي أقيمت على منـ.ـهاج النـ.ـبـ.ـوة، وسنحارب به الكـ.ـفـ.ـر بكل أطيافه.." لم تكن تلك العبارة اقتباسا من أحد مراجع السـ.ـير والمـ.ـغازي، ولا مقولة لقائد من قادة الفتـ.ـوحات في التاريخ الإسـ.ـلامي، بل كانت عبارة نطق بها شبـ.ـل من أحفـ.ـاد الفاتـ.ـحين وغراس السابقين الذين تخرجوا حديثًا من أحد معاهد أشـ.ـبال الخلا ..ـة في .. غرب إفـ.ـريقـ.ـية، بعد أن جددت دولـ.ـة .. مفاخر تاريخ المـ.ـسلمـ.ـين ونقلته من حيّز الذكريات إلى واقع العمل والتطبيق تماما كما كان أول مرة.

    لقد ظن الصـ ــليبـ.ـيون وهم يدكون بأطنان القنابل معاهد أشـ.ـبال الخـ.ـلافـ.ـة في ولايـ.ـات العـ.ـراق والشـ.ـام وغيرها، أنهم قضوا بذلك على جذوة التـ ـوحـ.ـيد في نفوس المجـ ـاهـ.ـديـ.ـن، وحسبوا أنهم دمروا بنيان التقوى الذي أشاده قادة وجنود الخـ.ـلافـ ـة بالدمـ.ـاء والأشلاء، وتوهموا أنهم أطفأوا بذلك نورالشـ.ـريـ ـعة التي قامت لأجلها وفي سبيلها حـ.ـروب الماضي والحاضر بين معسـ.ـكر الإيمـ.ـان ومعسكر الشـ.ـرك، إلا أن الله تعالى يأبى إلا أن يتـ.ـم نوره ولو كـ.ـره الكـ.ـافـ ـ.ـرون ...


   فرغم الحرب الأخيرة التي شنّها التحـ.ـالف العالمي الكـ.ـفـ.ـري ضد الـ.ـدولـ.ـة .. والتي دمر فيها المباني والعمران، وسحق بطا ئراته أجـ.ـساد الرجال والنـ.ـساء والولدان، إلا أنه فشل -بفـ.ـضل الله تـ ـعالى- تماما في تقويض بنيان التـ ـقوى والإيـ.ـمان، فلم يتجاوز بطشه وحده وحديده غير الأذى الذي يصيب الأبدان، ووقفت كل
ترسانة الحـ.ـرب الصـ ـليـ.ـبية عاجزة عن النيل من نفوس رضعت لبان التـ ـوحـ.ـيد حتى تضلعت وارتوت، فاخترقت صواريخ الر.وم واليـ.ـهـ ـود الأجساد لكنها لم تخترق
حصون العقـ ـيدة التي قامت عليها دولـ.ـة .. ولهذا بقيت مستمرة سائرة على
ذات السبيل الذي رسمه رسـ ـول الله صـ.ـلى الله عليه وسلم وسار عليه من بعده الخلـ ـفـ.ـاء الراشـ ـدون وسائر الصـ ـحابة والتا بعين -رضـ ـوان الله عليهم- فعن عبد الله بن مسعـ.ـود قال: "خط لنا رسـ ـول الله صـ ـلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال: هذه سبل متفـ.ـرقة، على كل سبيل منها شيـ ـطان يدعو إليه ... فعلى هذا السبيل الذي خطه رسـ ـول الله صـ.ـلى الله عليه وسلم يسير اليوم بُناة الخـ ـلافـ.ـة .. ويسير على خطاهم من بعدهم أشـ ـبال
الخـ ـلافـ.ـة وبراعم الإيـ ـمان ليكونوا غرسا صالحا يثمر جيل التمـ.ـكين الفريد الذي لم ينهل إلا من المعين الأول الأوحد.


   جـ.ـيل التمـ ـكين الذي سعى أباطرة الر.وم ومن خلفهم اليـ.ـهـ ـود إلى القضاء عليه في مهده في المـ ـوصل والفلـ ـوجة والرقـ ـة والبـ ـركة والخير وماراوي وسـ ـرت وسيـ .ـناء وليس آخرها في البـ ـاغـ ـوز، فإذا به يزهر ويثمر غراسه في أقاصي الأرض.


   لقد برزت معالم جـ.ـيل التمكـ ـين وغراس الخـ ـلا فـ.ـة بشكل جلي في ملاحم العصر
الأخيرة التي سطرها جنود 
الخـ ـلا فـ.ـة ونخص منها بـ.ـاغـ ـوز الإيمـ ـان والثبات، فإن فيها وقفات ونسمات لا يمل العارفون تكرارها وهم يرون بطولات آل ياسر تتجلى في صبر وثبات وجلد أشبال الخـ ـلا فـ.ـة نسل الكـ ـرام وبقيّة المـ ـجد.


   لقد كانت مشاهد أشبـ ـال
الخـ ـلا فـ.ـة عربا وعجما في الباغوز وهم يحرصون على
إقامة الجماعات وسط أهوال الحرب ويصدحون بالعـ ـقيدة التي تعلموه في معاهد
الخـ ـلا فـ.ـة، حدثا غير مألوف في عصرنا الحاضر، مشاهد لو رويت بغير توثيق مرئي لكذبها كثير من أهل زماننا تماما كما يكذ بون ويردون كثيرا مما يُروى عن جيل الصـ ـحابة والتا بـ.ـعين رضو.ان الله عليهم، بل كان من تدبير الله تعالى ومكره بالكـ.ـا فريـ ـن أن أكثر ما ظهر من هذه المشاهد كان بتصوير وسائل إعلام بالكـ.ـا فريـ ـن أنفسهم! ليكون ذلك حجة عليهم أجمعين، فسخر الله تعالى كل وسائل إعلام العالم تنقل للدنيا بأسرها في مشهد رهيب بطولات هذا الجيل الفريد، جـ.ـيل التمـ.ـكـ ـين بإذن الله، الجيل الذي بات يؤرق اليوم دول الصـ ـليـ.ـب وحكومات الر.دة قاطبة، ويصفونه بـ"القنـ ـبلة المـ. ـوقوتة!" ولعل هذا الوصف نقطة في بحر ما ينتظرهم بإذن الله تعالى على أيدي أبناء هذا الجيل الذي لم يرد غير معين الكـ ـتاب والسـ.ـ ـنة.


   لقد كان من توفـ ـيق الله تعـ.ـالى لقادة دولـ.ـة .. أن هداهم إلى وضع خطط طويلة
المدى لإعداد هذا الجيل رغم المـ ـعارك والحـ ـروب الشــرسة، فدشنوا معاهد أشـ.ـبال الخــ. ــلافـ.. في كل صقع تمكنوا فيه، فنتج جيل لم تتلوث فطرته بمناهج المنحـ .ـرفين
ولا بدع المبتد.عين ولا ديموقمر.اطية المشـ ـرعـ ـين، ولا كل دعوات الغـ ـ.ـثاء، جيل نشأ على الولاء والبـ.راء والتوبة والأنـ.ـفال، جيل ثبت في موا.طن سقطت فيها رجال وجـ.ـبال! جـ.ـيل يهيـ ئه الله تعـ ـالى بفضله ويُعـ ـده ليقود المعر كة الحقيقية ضد معسكر البا طل أينما حل وكان، بعيدا عن المعا رك .. جيل يقول قائله: "لا سبيل لتحر ير الأسرى وإعادة المسـ ـجد الأ قصى والحر مين وفتح روما والأند لس إلا بالجـ ـها د،" جيل نشأ على منهاج التو حيد قولا وعملا من أول يوم، فلم تزاحمه و طنية ولا قو مية ولا سلمية ولا هر اء، جيل يرى في التو حيد أعظم مصلحة وفي الشر ك أكبر مفسدة، جيل كما وصفه أحد بُناته -تقبله الله- مخاطبًا الصل ـيبـ.يين قائلا: "تُعادون قوما أنشأ وا لكم جيلا لا يعرف للــ.
ذل معنى، لا يعرف إلا القـ تا ل في سبيل الله؛ فإما النصر وإما الشـ ـها دة." .

   لقد حارب الصـ ليبيو ن أحفا د ياسر وعمار وسمية -رضو ان الله عليهم- في العـ ـراق والشا م وغيرها وزجوا بهم في مخيما ت الأهوال، فلم يضيع الله تعالى أعمالهم فأثمرت تضحياتهم في إفر يقية فقام ُسلاّن ابن ربا ح -رضي الله عنه- ليعلنوها مدوية بعجمة تأسر الألباب: "سنعيش على ما عاش عليه آبا ؤنا؛ نصرة الد ين وبناء الخـ.ـلافـ .. الإسـ ـلا..، ونموت على ما ما توا عليه، حتى تكون أشلاؤنا لبنات في بناء صرح هذه الخلافـ ...".

   ولن يتوقف طوفان جيل التمكين عند حدود إفر.يقية كما لم يتوقف من قبل عند حدود العر اق والشا م، بل سيداهم الطوفان دول وعواصم العالم وسيجتث هؤلاء الأشبا ل النجباء بمعا ول التوحـ ـيد جذور الشر ك التي غرسها الطو اغيـ .. وعلماء السو ..، وسيتواصل مد د الإسـ لام على أيدي جنوده وكماته الأبرار الذين فدوه بأغلى
ما يملكون، ولم يعطوا الدنية في دينهم فرمتهم الدنيا عن قوس واحدة لأنهم تمسـ كوا بمنهج الوحي المنزل وتعاليمه، ووالوا وعاد وا فيه، وقا تلوا على هداه وساروا على خطاه، حتى بلغت طلائعهم من أرض العر اق والشا م إلى أر ض إفريقية وشرق آسيا، و"ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنها ر" فتلك بشرى رسو ل الله صلى الله عليـ ه وسلم
وذلك وعد الله تعا لى لعبا ده المؤ مـ نين، والله لا يخـ ـلف الميعا د.

ــــــــــــــــــــــــــــ

 51.7 كيلوبايت.

جـ.ـيل التمكـ ـين


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -