أخر الاخبار

يا أخيتي إياك وركب المنتكسات .. نصائح في العفة ..

 إيَّاكِ وركْبُ المُنتكسات حقيقةً كُنتُ منذ مُدَّةٍ ليستْ بالقريبة وفي نفسي أن أكتُب هذه الرِّسالة والنَّصيحة ولكنَّ الشَّيـط ان والنَّفس الأمَّارة بالسُّـ وء كانا يُحاولان صدِّي عنها، ولكنِّي تقوَّ يتُ بالله القو يِّ المـتين وطلبتُ منه المدد فهو نِعْم المُعـ ين وتوكَّلت عليه فهو الرَّ حمن الرَّحيم ثم أمَّا بعدُ: واللهِ إنِّي لمُحتارٌ من أين أبدأ فكَثرة ما رأيتُه وندى له جبيني كثيرٌ ولكنَّني سأُحاول أن أبدأ معكِ القصَّة أُخيَّتي من أوَّلها حتَّى نعلم من أين أتانا الخَلل .. 

أتذكرين يا أُخيَّـ تي عندما كُنتِ في تلك الدِّيار كالدُرَّة المَصونة واللُّؤلؤة المكنونة التي لا يطالُها طائلٌ ولا تصل إليها يدُ عابثٍ غا در، عندما كان النَّاظر إليكِ لا يعلمُ أمُدبرةٌ أنتِ أم مُقبلة، عندما كان صوتك لا يكاد يسمعُه حتَّى زو جك حياءً وخجلاً منك، عندما كان يُطرَق باب بيتك ويكون جوابك بالطَّرق على الباب من الدَّاخل حتَّى تُعلِمي من أتى بخُلوِّ البيت من الرِّجال فيُدبر وينصرف، عندما كان جُلُّ همِّكِ كتا ب الله وسُـ نَّة رسو له والتَّفـ قُّه في الدِّ ين ، عندما كنتِ تتقطَّعين ألماً عندما ترين أو تسمعين مُنكراً عندما كُنت تتنا صحين مع صويحباتك وتتآمرون بالمعر وف وتتناهون عن المُنكر، عندما كنتُنَّ تتسابقْنَ في الطَّا عات والسُّنن والحفظ والحـ ياء، عندما كنتِ ترُدِّين على هاتفك بالصَّمت حتَّى تستبيني جِنْس المُتكلِّم فإن كان رجُلاً أقفلت هاتفك وإلا تكلًَّّمت، عندما كان حيائُك تاجُك وخجلُك عرشُك وشر فُك حِليتُك، عندما كنتِ ترين زوجك أجمل أهل الأرض وأحسنهم وأفضلهم وأخيرهم، عندما كانت نظراتك لا تتعدَّى موضع قدمك، عندما كنتِ تستغفر ين ربَّك إن خانتك نظراتُك فنظرتِ خطئاً لوجه رجل لا يحِلُّ لكِ النَّظر إليه ..

عندما كنت تسيرين ليلاً فلا تُرين وكأنَّك لا مرئيَّة لسواد لباسك وعدم إظهارك لمفاتنك من يدٍ أو رجلٍ أو عينين، عندما كنت تموتين ألماً وحياءً وخجلاً وعِفَّةً عندما يلمحُك أحد الرِّجا ل وأنت مُظهرةٍ لعينيكِ أو كفَّيكِ، عندما كان موتُكِ أهون ألف مرَّةٍ من خلع نقا بك أو خدش حيائك أو رؤية وجهك، عندما وعندما وعندما إلى أن شا ء الله وخرجتِ من تلك الدِّيار إلى هاهُنا والله المُسـ.ـتعان .

سألتُكِ بالله يا أخـ تي ما الذي حصل وتغيَّر حتَّى تنقلبي رأساً على عَقِب ، وكأنَّكِ كنت تقومين بتجسيد بطولة مُسلسلٍ وأخذت أنت دور المر أة الصَّالحة المُنـ تقبة صاحبة العِفَّة والحيا ء ومن ثمَّ انتهى التَّصوير وأُطفئت الكاميرات، فإذا كان الأمر كذلك فأنا أشهد لكِ بأنَّك مُمثِّلةٌ خارقة وتستحقِّين أرفع الجوائز وأكبرها، لمَ يا أختي ما كان حراماً أضحى عندكِ حلالاً، وما كان عيباً أصبح مُستمرئاً ومُستساغاً، وما كان مُستهجناً أصبح طبيعيَّاً، أصبحتِ يا أُختاه تُظهرين عيـ نيكِ وكفَّيكِ دائماً وأحياناً رجليكِ إذا كان المكان المقصود قريباً، أصبحتِ تُكلِّمين الرِّجا ل وتُناقشينهم وتُباريهم بسببٍ أو حتَّى بدون سبب.

 أصبح صوتك يصل لآخر الشَّارع وأنت تضحـ كين وتمزحين وتُداعبين صو يحباتك، أصبحتِ تلبسين الأحذية المُلوَّنة المُلفتة للأنظار، وتذهبين للسُّوق لا لشيءٍ ولكن للتَّرفيه عن نفسكِ وللقضاء على الملل، أصبح بعض التُّجار يعرفونك بشكلك واسمك ويقو مون بخفض الأسعار لكِ دون غيرك، وأصبحت تحتفظين بأسما ئهم في جوالك وتفتخرين بمعرفتك بهم وأنَّك على صلةٍ بهم وأنَّهم يقضون لك حاجيَّاتك.

 أصبحتِ تضعين على حالاتك الآ هات والعَبَرات والزَّفرات لفراق الأحبَّة وشو قكِ لهم وكأنَّ آهاتك قد سمعها زوجك، ولكن قد رأى آهاتك الرِّ جال الذين تحتفظين بأرقامهم فتأوَّهوا لآهاتك وتمنَّوا أن يكونوا بجانبك للتَّخفيف عنك وتسليتك عن أحزانك، ما بال عيونك قد قُمْتِ بتكحيلها وعلامَ العِطر وأنت خارجةٌ من خيمتك، وعلامَ تشترين لباساً مُغرياً وضيِّقاً وتصبغين شعرك و" تُمَيِّشينه " مع العلم بأنَّ زوجك أسير، لمَ أضحت مجا لسكُنَّ مجالس سوءٍ وغيبةٍ ونميمةٍ وكذبٍ ومُنكراتٍ ومعا صي وما من مُنكرٍ بينكم، أصبح هاتفك مليءٌ بالمُسلسلات والبرامج الخليعة والمُتبرِّ جات والسَّفلة وشُذَّاذ الآفاق، أصبح هاتفك مليئاً بأغاني العِشق والشَّو ق والاشتيـ اق واللَّوعة.

 وعندما يأتيك من يخاف عليكِ من النَّـ ار تقو لين له بأنَّها أنا شيدٌ من دون مو سيقى عجيبٌ والله، يكفي من حُرمة استماع أغلب الأنا شيد كما تزعمون معاني كلماتها وما فيها من تحريك الشَّهـ وات وقتـ ل ما تبقَّى من حياءٍ فيكُنَّ، أصبح هاتفك مليءٌ بالمُسلـ سلات والبرامج الخليعة والمُتبرِّجات والسَّفلة وشُذَّاذ الآفاق، أصبح هاتفك مليئاً بأغاني العِشق والشَّـ وق والاشتياق واللَّوعة ..

 أصبحت نغمة جوالك " ما ردِّلي " وأُغنيتُك المُفضَّلة " حبِّيت حبِّيت " وتترنَّمين بالمطبخ بـ " اشتيا قي لك غر يب " ، هجر تِ القُر آن تلا وةً وحفظاً وتطبيقاً، أولادك أُهمِلوا حتَّى نسوا ما قد حفظوه في سا لف عهدهم، جُلَّ يومهم في الشَّو ارع يُربِّيهم روَّاده، لأنَّ جنابكِ تُريدين أن تُجا لسي صُو يحباتك وتشر بين معهم المَتَّة أو الشاي وتُشاهدون وتُشاهدون.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

80.6 كيلوبايت.

يا أخيتي إياك وركب المنتكسات .. نصائح في العفة ..

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -