الدرس الثاني من نواقض الإيمان : (الكـ ـفر الأصغر والأكبر / وضابط التفريق بينهما)

الموضوع : الكـ ـفر الأصغر ، أنواعه ، ضابط التفريق بين الكـ ـفر الأكبر والأصغر.

الكـ ـفر الأصغر : ﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺃﺻﻞ اﻹﻳـ ـﻤﺎﻥ ﺑﻞ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﻭﻳﻀﻌﻔﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﻠﺐ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺻﻔﺔ اﻹﺳـ ـﻼ ﻡ ﻭﺣﺼﺎﻧﺘﻪ ﻭﻫﻮ اﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ: (ﻛـ ـﻔـ ـﺮ ﺩﻭﻥ ﻛـ ـﻔﺮ) ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﻏﻀﺐ اﻟـ ـﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﺘﺐ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﻃﻠﻘﻪ اﻟﺸﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌـ ـﺎﺻﻲ ﻭاﻟﺬﻧﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺰﺟﺮ ﻭاﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﻝ اﻟﻜـ ـﻔﺮ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﻜـ ـﻔﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮﻉ ﻓﻤﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻟﺬﻧﻮﺏ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺘﺾ ﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ اﻟﻮﻋﻴﺪ ﻭاﻟﻌﺬاﺏ ﺩﻭﻥ اﻟﺨﻠﻮﺩ ﻓﻲ اﻟﻨـ ـﺎﺭ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬا اﻟﻜـ ـﻔﺮ ﻣﻤﻦ ﺗﻨﺎﻟﻬﻢ ﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﺸﺎ ﻓﻌﻴﻦ ﻭﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ اﻟﻜـ ـﻔﺮ ﺻﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ:

ﻛـ ـﻔﺮ اﻟﻨﻌﻤﺔ .
ﻛـ ـﻔﺮاﻥ اﻟﻌﺸﻴﺮ ﻭاﻹﺣﺴﺎﻥ .
اﻟﺤـ ـﻠﻒ ﺑﻐﻴﺮ اﻟـ ـﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺐ ﻭاﻟﻨﻴﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤـ ـﻴﺖ .
الريـ ـاء .

ﻭﺃﻧﻮاﻉ اﻟﻜـ ـﻔﺮ اﻷﺻﻐﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﺟﺎءﺕ ﺑﻪ اﻟﻨﺼﻮﺹ اﻟﺸـ ـﺮ ﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻛـ ـﻔﺮا ﻭﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﻜـ ـﻔﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﺃﻭ اﻟﻨﻔﺎﻕ اﻷﻛـ ـﺒﺮ ﺃﻭ اﻟﺸـ ـﺮﻙ اﻷﻛـ ـﺒﺮ ﺃﻭ اﻟﻔـ ـﺴﻖ اﻷﻛﺒﺮ ﺃﻭ اﻟﻈﻠﻢ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻬﻮ ﻛـ ـﻔﺮ ﺃﺻﻐﺮ .

ضابط التفريق بينهما :

ﻜﻞ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﺑﻨﺺ ﺃﻧﻪ ﺷـ ـﺮﻙ ، ﻟﻜﻦ ﺩﻟﺖ اﻟﺪﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻛﺎ ﻣﺨﺮﺟﺎ ﻣﻦ اﻟﻤـ ـﻠﺔ ﻓﻬﻮ ﺷـ ـﺮﻙ ﺃﺻﻐﺮ ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﺑﻨﺺ ﺃﻧﻪ ﻛـ ـﻔﺮ ﻟﻜﻦ ﺩﻟﺖ اﻟﺪﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛـ ـﻔﺮا ﻣﺨﺮﺟﺎ ﻣﻦ اﻟﻤـ ـﻠﺔ ﻓﻬﻮ ﻛـ ـﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﻛﻔـ ـﺮ ، ﻭﻛﺬا ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ اﻟﻮﻋـ ـﻴﺪ .. ﺃﻭ ﺗﺒﺮﺃ ﻣﻨﻪ اﻟﺮﺳـ ـﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟـ ـﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـ ـﻠﻢ ، ﺃﻭ ﻧﻔﻰ ﻋﻨﻪ ﻭﺻﻒ اﻹﻳـ ـﻤﺎﻥ ﻓﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻜـ ـﺒﺎ ﺋﺮ ، وإجمالا يعرف ذلك بالنص ، فإن جاء النص بإن الفعل شـ ـرك أكبر فهو كذلك ، وإن جاء النص بأنه شـ ـرك لكن دلت القرائن من نصوص أخرى على المغـ ـفرة لهذا الذنب فهو شـ ـرك أصغر وقل ذلك في الكـ ـفر الأكبر والأصغر .

طالع أيضا ( انقر على عنوان الدرس ) :

الدرس الأول في نواقض الإيـ ـمان : (تعريف الناقض / تعريف الكـ ـفـ ـر وأنواعه)

الدرس السادس في نواقض الإيمـ ـان : (تعريف الخطأ / أدلة العذر بالخطأ / الخطأ الذي يكون عذرا)

الدرس الثامن في نواقض الإيـ ـمان : (معنى التـ ـكـ ـفير بالمآل / مثال)