جاء في كتاب الخونة تأليف ناجي:
(مع تصرف يسير .. وقد يفضل الرجوع إلى المصدر).
الخيانة ظاهرة كونية موجودة في كل التجمعات البشرية، حتى الفئة المـ.ـؤمنة .. على مر العصور وُجِدَ بها دائماً فريقٌ من الخونة يضمحل أثرهم كلما كانت هذه الفئة على بينةٍ من أمرها، متيقظة متوكلة على ربها آخذة بالأسباب المشروعة لمواجهة هؤلاء الخونة فهم من أقدار ولوازم الطريق إلى الله.
ومنذ أن اتسع الأمر واجتمع لهذه الفئة أمةٌ تحوطها وتتبادل معها الولاء والنصـ.ـرة، أخذت تظهر تجمعات كبيرة للخونة، تتمثل تارةً في بعض تجمّعات .. أو بعض تجمعات العقلانيين من .. وغيرهم، فهذه التجمعات المنتمية للأمة قد تَجْمَع - مع خروجها عن المنهج الصحيح وإجماع الأمة - الخيانةَ وقد لا تجمع، وكما أنه يجب مواجهة المجموعات الصغيرة وأفراد الخونة داخل الفئة .. بما يناسب الوضع والحال، فيجب كذلك مواجهة التجمعات الكبيرة داخل إطار الأمة، فإن خطرها لا يقل عن خطر الأفراد داخل الفئة المـ.ـؤمنة، لا سيما إذا كانت تجمعات الخونة محسوبةً هذه المرة على رافدٍ نظيفِ الفكرِ في الأمة وهو: الرافد السـ.ـني .. فالخطر هنا متضاعف.
وقد كنت منذ فترة أُحَضّرُ لطرح بعض المواضيع المختلفة وقد خططتُ لطرحها في نهاية هذا العام (الهجري) إن شاء الله إذا كان في العمر بقية، ومن أسباب تأخير طرحها كوني:أولاً: أريد إنزالها كلها في فترة متقاربة لارتباط بعض أجزاء هذه المواضيع ببعض.
ثانياً: كذلك لأني أريد إنزالها في توقيت ظرفي مناسب فتحقق أهدافها.
والقصد: أن أحد هذه المواضيع أتتبع مادته منذ فترة حتى يكتمل بناؤه وهو بعنوان: (اعترافات مشايخ ومنظري الصـ.ـحوة) وقد جمعت فيه اعترافاتٍ خطَّها مشايخُ ومنظري الاتجاه الذي يطلق عليه في الوسط الإسلامي: (الصـ.ـحوة أو السـ.ـلفية الإصلاحية) على حد تعبير ونص عبارة منظري هذا الاتجاه، وقد ركّزتُ الموضوعَ على كتابات مشايخ ومنظري هذا الاتجاه في الجـ.ـزيرةِ ومصرَ والأردن وامتدادهم في أوربا وأمريكا، ومصدر هذه الاعترافات كان كتابات رموز الصف الأول وبعض كتاب الصف الثاني، تلك الكتابات المتناثرة هنا وهناك على الشبكة، خاصة في موقعي (الإسـ.ـلام اليوم) و(العصر).
موضوع (الاعترافات) لم يكن أهم موضوعٍٍ في المواضيع التي أُعِدّها، وهو في مجمله لم يكن يحتاج إلى التعجيل بإنزاله فقد كان يمثّلُ بالنسبة لي كونه فقط إضافةً هامةً لجهود كثيرٍ من الأحبة تتبعُ بالنصحِ والنقدِ هذا التيارَ، هذه الإضافة تتمثل في تسجيل اعترافاتهم الصريحة خاصة في الفترة الأخيرة والتعليق عليها، وقد كانت هذه الاعترافات لا تخرج عن ثلاثة أطياف:
• الطيف الأول: إما اعترافٌ منهم بأنهم يطرحون أنفسهم على الساحة كونهم بديلاً للتيار السـ.ـلفي .. [المـ.ـقاتل] الشامل، وفي هذا الاعتراف صفعةٌ للأتباع والمقلدين الذين يرددون أنهم تيار مُكَمّلٌ لمسيرة الحركة الإسـ.ـلامية - زعموا -.
• والطيف الثاني من الاعترافات: فلتاتُ لسانٍ أو اعترافاتٌ شجاعة – أو سمّها ما شئت – بحقيقة الأزمة التي يعاني منها هذا التيار، بل وصَاحِبُ هذا الاعتراف يُشَخّصُ بدقةٍ للمرضِ الذي يسري في جسدِ ودماءِ وعقلِ هذا التيار.
• الطيف الثالث من الاعترافات: هو عبارةٌ عن اعترافاتٍ خطيرةٍ من البعض بإرهاصاتِ تنسيقٍ مع الأجهزة الأمنية في أنظمة الر.. لمواجهة التيار السـ.ـلفي .. [القـ.ـتالي] ، ومن هذه الإرهاصات تقديمُ نصحٍ صريحٍ يشملُ نصائحَ للأجهزة الأمنية تدخل في نطاق الكـ ..، وهذا الطيف الأخير الخطير لم يكن لكاتبٍ واحدٍ أو مجهولٍ في الموقعين المشار إليهما (الإسـ.ـلام اليوم والعصر) بل لرمزٍ كبير في هذا الاتجاه، مع مقالاتٍ لكتاب مغمورينَ في الموقعين، ولا يقول قائل: إن بعض الكتابات لا تمثل الموقع بالضرورة، فعلى فرض هذا فهي تمثل التيار كما صرّحت تلك المقالات.
عَودةً لما سبق: قلتُ: إني لم أتعجل إنزال موضوع (الاعترافات) فأكثر متابعي الشبكة على علمٍ بالفكرة العامة التي تحويه، وهو من أكثر القضايا مناقشةً في مواقع الشبكة الإسـ.ـلامية في الفترة الأخيرة، وإن خفي عن البعض بعض تفاصيله، فذلك لم يكن لدي دافعٌ للتعجيل بإنزال الموضوع فضلاً عن أنني كنت ومازلت أجمع مادته – ولعله يصدر ككتيب –، ولكن تتابعت أمور خطيرة أثناء متابعتي للجديد في موقع (الإسـ.ـلام اليوم) وموقع (العصر) واجتمعت لدي بعض الأخبار الموثقة دفعتني لكتابة هذا الموضوع الذي بين أيديكم الآن – وهو موضوع مختلف عن موضوع الاعترافات إلا إنه ثمرة من ثمراته –.
هذه الأمور الخطيرة خرجت عن نطاق الجـ.ـزيرة والأردن ومصر وخرجت عن نطاق التيار المشار إليه (الصـ.ـحوة) ليدخل فيها تيارات إسـ.ـلامية أخرى الرابط الجامع بينها أنها تيارات لها منهج وخطط تختلف مع منهج وخطط اتجاه (السـ.ـلفية الج..).
وتيار السلفية الج.. وإن كان يُصَرّحُ بأنه يتبنى منهجاً شاملاً متكاملاً، إلا أنه كذلك يُصرّحُ بأن الساحة تحتاج لكل الجهود لنصرة هذا الد..، وأنه بإمكانياته المحدودة لم يملأْ كلَّ الفراغات وينادي ويكرِّر على باقي التيارات - إن لم تنتظم في المنهج الشر.. الشامل الذي يراه -: أن تملأ بعض الفراغات وتسد بعض العجز، إلا إنه للأسف، هذه التيارات تأخذ الأمر على أنه تنافس، وعلى أسوأ الظروف لو استجزنا أن تكون العلاقة بين هذه التيارات وهذا التيار – الذي ترميه كل قوى الأرض عن قوس واحدة – أقول: لو استجزنا أن تكون العلاقة علاقة تنافس فلتكن هذه المنافسة شريفة، إلا أن الأحداث التي تتابعت في الأيام الأخيرة تثبت للشباب البريء المخدوع في بعض قيادات هذه التيارات أن هذه القيادات (بقصدٍ أو بدون قصدٍ) تقوده لطريق الذل والخزي والعار الذي ما بعده عار، دون مراعاةٍ لد.. أو أخوةٍ أو أية مبادئ، ولا حتى عقل وإدراك.
والأمر جد خطير وهو (الخيانة) ..
ــــــــــــــــــــــــــ
الكلمات: 815 .
الصورة: 91.1 كيلوبايت.
ما هي الخيانة ؟ |
اكتب تعليقك هنا