جاء في كتاب نسف الشبهات: " فإن أولى ما يتنافس فيه المتنافسون، وأحرى ما يتسابق في حلبة سباقه المتسابقون، ما كان بسعادة العبد في معاشه ومعاده كفيلا، وعلى طريق هذه السعادة دليلا، وذلك العلم النافع، والعمل الصالح، اللذان لا سعادة للعبد إلا بهما، ولا نجاة له إلا بالتعلق بسببهما، فمن رزقهما فقد فاز وغنِم.
ولما كان العلم للعمل قرينا وشافعا، وشرفه لشرف معلُومِه تابعا، كان أشرف العلوم على الإطلاق علم التوحيد، وأنفعها على أحكام أفعال العبيد، ولا سبيل إلى اقتباس هذين النورين، وتلقي هذين العلمين، إلا من مشكاة من قامت الأدلة القاطعة على عصمته، وصرحت الكتب السماوية بوجوب طاعته ومتابعته، وهو الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
وإن من علم التوحـ.ـيد الواجب أن يعلم العـ.ـبد مقتضياته ومدلولات كلمة لا إله إلا الله، والتي من معانيها أن الحـ.ـكم لله وحده لا شريك له لا ملك ولا حاكم ولا رئيس ولا قانون، ويعلم أن من نواقض كلمة التوحـ.ـيد الحكم بغير شـ.ـريعة الله التي أنزلها على رسوله صلى الله عليه وسلم واستبدالها بقـ.ـوانين ومواثيق من صنع البشر القاصرين
الجاهـ.ـلين.
وقد كان هذا الأصل ثابتا لا يتزعزع وراسخا لا يهتز عند السـ.ـلف الأوائل، حتى جاء زمن غربة الديـ.ـن وأهله، ودخلت البـ.ـدع في ديـ.ـن كثير من الناس، وصارت السنة بـ.ـدعة والبـ.ـدعة سنة، والمنكر معـ.ـروفا والمعـ.ـروف منكرا، فأصبح عندهم أن العدل هو الحكم بالقانون البشري الوضـ.ـعي والتخلف والضلال والتطرف هو الحكم بشـ.ـريعة الحكيم الخبير، وقد لا نعجب من أناس رموا كتاب الله وراء ظهورهم
فقمنا مستعينين بالله تعالى برد شبهاتهم ونسفها من أصولها، ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وقبل كل باب قدمنا أصولا يُبنى عليها ما بعدها، لأن الرد على الشبـ.ـهات لا يكون إلا عن أصول ثابتة حتى لا يكون المرء متقلبا مع كل ريح، ثم نعرض الشبـ.ـهات والرد عليها وجها وجها نفنّد أصولها وفروعها حتى نأتي عليها كلها بإذن الله " [انظر مقدمة الكتاب].
ــــــــــــــــــــــــ
الصورة: 131.1 كيلوبايت.
عدد الكلمات: 321 .
 |
| كتاب نسف الشبهات حول الحكم بشرعة رب البريات |
اكتب تعليقك هنا