كتب بعضهم مقالا يقول فيه :
اعلموا يا عباد الـ ـله أنه ليس كل من خرج على حاكم صار (( خارجياً )) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول من خرج على حكام جزيرة العرب واقتحم عقر دارهم بجيشه وقلب حكمهم وحطم أصنامهم وعين والياً مسـ ـلماً على مكة رغم أنوف سادة قريش ثم عاد إلى عاصمة الإسـ ـلام .
وكذلك معاوية رضي الله عنه خرج على علي رضي الله عنهما ، و الحسين رضي الله عنه خرج على يزيد بن معاوية ، و عبد الـ ـله بن الزبير رضي الله عنه أيضاً خرج على يزيد بن معاوية ، ثم خرج عليه مروان بن الحكم ثم خرج عليه عبد الملك بن مروان وقتله ، ولم يقل أحد عن أحد هؤلاء أنه (( خارجي )) ، مع أنه في كل قصة من تلك القصص كان الحق مع أحد الطرفين ولم يكونا على سوية واحدة في الحق .
فلا نحكم على فئة أنهم خوارج فقط بخروجهم على الحكام وإنما ننظر بحجتهم في هذا الخروج .
واعلموا يرحمكم الـ ـله أن الخوارج هم الذين :
- يرون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص .
- يكفّـ ـرون بترك الواجب .
- يكفـ ـرون بفعل الكبيرة .
- يخرجون بالسيف على مخالفيهم من أهل الإسـ ـلام بلا وجه حق صحيح .
فأيضاً إذن ، ليس كل من قاتل أهل القبلة صار (( خارجياً )) فأبو بكر رضي الله عنه قاتل أهل القبلة لتركهم الزكاة ، وعلي ومعاوية رضي الله عنهما اقتتلا ولم يقل أحد عن أحدهما أنه (( خارجي )) لأنه خرج بالسيف على أهل قبلة .
فالحاصل أن علينا أن ننظر ونمحص في العقيدة وفي سبب القتال ، ثم نحكم ولا نطلق الأحكام جزافاً أو اتباعاً لما يروجه الطـ ـواغيت وعلـ ـماء السوء يرحمكم الله .
اكتب تعليقك هنا