أخر الاخبار

سيرة الإعلامي ريان مشعل

 كتب أحدهم ترجمة للإعلامي ريان مشعل جاء فيها :

   كنيته أبو داود الحلبي واسمه ريان مشعل ، كان مسـ ـؤولا على وكالة أعـ ـما ق الإخباريَّة بل ومُؤَسِّـ ـسها. وُلِدَ وترعرع في جزيرة العـ ـرب، قبل أن يعود للشام بعد بلوغه من العمر الـ12، ليُكمل دراستَه الثانوية في المدرسة الحلبيَّة الخسرويَّة. فكلية الآداب متخصصًا في اللغة الإنجليزية بجامعة حلب حيث أنهى دراسته بتفوق وحصل على بعثة دراسية إلى بريطانيا إثر ذلك لنيل شهادة الماجستير، ولكنَّه رفضها.
   كان "ريان" شابًا هادئًا خلوقًا متواضعًا، وكانت الابتسامة لا تفارق قسمات وجهه البشوش. ولقد كانت لنشئته دورًا في تكوين شخصيته، إذ نشأ في بيئة ملتزمة فكان مجتهدًا في العبادات حريصًا على أداء صلاة الفجر جماعة منذ صباه. كما كانت عائلته ذات مكانةٍ اجتماعية مرموقة، فوالده خريج أزهر مصر، وعالم في اللغة.
   كان أبو داود من أوائل الثائرين ضد النصـ ـيرية في حلب حتى ذاع صيته بين أزقتها وجدرانها، وكان شجاعًا ثابتا في مواقفه وتحديه لعناصر الأمن والشبيحة، ومما يحسن ذكرهُ عنه، أنه في إحدى المرات استدرج مع رفاقٍ له أحد الشبيحة قبل أن يرديهُ أخونا قتيلًا ويستوليَ على سلاحِه. كما أنه تعرض للسجن مرَّتين اثنَتين في أفرع الأمن قبل أن يسهل الـ ـله له الخلاص من قيودهم ويفتح عليه.
   إبان سيطرة فصائل الـ ـرد ة على حلب، عمل في "شبكة حلب نيوز" التي كانت تنشر أخبار المعارك، وتزامن في تلك الفترة تمدد الد و لة .. إلى الشام، فكانت الشبكة تغطي أخبار الـ ـد ولة إلى جانب الفصائل، مما أثار ذلك غيظ وحقد داعمي الشبكة.
   وعلى إثر ذلك، تم استدعاءه إلى تركيا حيث عرضوا عليه أن يطلب المبلغ الذي يريده مقابل التوقف عن تغطية أخبار الد و لة، وكان من بينهم الزنـ ـد يق شافي العجمي المعروف بحقده على التوحـ ـيد وأهله، فرفض أخونا عروضهم وانسحب.
   عاد أخونا إلى الشام، وكان ما يفتأ أن يحدث نفسه بالعرض الذي عرض عليه والذي أثار فضوله للتعرف على جنـ ـود الد و لة، فكانت مشيئة الله تعالى بأن يلتقيَ أبو داود جمعًا من الإخوة أثناء مراجعته لمستشفى العيون؛ فوضحوا له المنهج، وبينوا له سبب قـ ـتالهم ومن يقاتـ ـلون، فشرح الله صدره لها، وبايع أمير الد و لة .. -سرًا-، ثم استمرَّ بنشر أخبار الد و لة ...
   ولما شَبّت الحرب بين المجـ ـا هـ ـد ين وجموع الكـ ـفـ ـر .. تعرض أخونا للمطاردة مما اضطره للاختباء والتواري عن الأنظار.
   عانى أخونا من موقف والدهِ من الد و لة، إذ كانَ والده مؤيدًا للصـ ـحـ ـوات، حاقدًا على المجا هـ ـد ين، وقد أفتى الصـ ـحـ ـوات بقتال المو حـ ـد ين، فكان موعد المفاصلة وسهل الله له الخروج، والنجاة من غدرهم، إلى أن استطاع الوصول إلى مدينة الباب.
   استقر لفترة من الزمن في المدينة، قبل أن سهل الله له لقاءً مصيريًّا مع [الشيخ المـ ـجا هد والأميـ ـر الفذ أبي محـ ـمد الفر قا ن -تقبـ ـله الـ ـله-]، فرسمَا مشروعَ وكالة أعماق سويًّا، ليستنفر أبو داود رفاقَه الذين كان يتوسم فيهمُ الخير، فلبى البعضُ منهم، وانضموا للوكـ ـالة.
   وكعادة أصحاب الهمة والمثابرة، فإنه ولابد من محاولات إحباطٍ يثيرها بعض الفاشلين والمنتكسين، ولكنه واصل العمل بكل تفاني وحرص غير آبهٍ لا لإرجاف مرجف عقور ولا لنفـ ـاقٍ منافق مأجور، فاجتهدَ في عمله وبذل جهودًا كثيفة في تطوير الوكالة حتى وصل صوت أعـ ـمـ ـاق إلى كل أقطاب الأرض من مشرقها لمغربها، تزف البشريات فتقر بها عيون المـ ـوحـ ـد ين، وتغيظُ الرويبضات فيرهب الـ ـله بها قلوب الكـ ـا فر ين.
   كان الأخ مُحبًّا للعلوم الشـ ـر عـ ـية منذ صباه، وكان متفوقًا على أقرانه، فدأب على حفـ ـظ كـ ـتاب الله تعا لى حتى حفظَ معظمه، وكان كثير القراءة شديد الاطِّلاع وطلب العلم من منابعه الصافية، فأولى إهتمامًا بالغًا بهذا الجانب.
   ومما كان يميزه كذلك، كثرة ربا طه بالرغم مِن عِظَم المهام والمسؤوليات الموكلة إليه، ولكنه ما كان مقصرًا في عمله، كما لم يكن يفوِّت عليه فرصةً فيها رباط أو غزو، ونذكر من ذلك: مشاركته في كل معارك كو با ني تغطيةً وقتا لًا، كما شارك في عدة غز وات في الريف الشمالي لولاية حلب وغيرها، ورابط بمطار كو يرس وجبهة أم حوش والوحشية، وعدة مرات على أسوار مدينة الخير، وغيرها، وكان آخر مرة رابط فيها بمعر كة الباب.
   كان حريصًا على نيل الشـ ـهادة والقـ ـتل في سبيـ ـل الـ ـله، وقُبيل معركة الأحزاب الأخيرة في الرقة، كان رجاءه من الـ ـله البقاء فيها وَتنفيذ عملية استـ ـشـ ـها د ية، لكنه قوبل برفض القادة لأهميته، وبقيَ رجاءه ذاك في قلبه بينه وبين ربه، حتى قُتِل بغارة صليـ ـبية أصابت منزله، فارتقت روحه إلى بارئها وفي حضنه ابنتهُ التي لم تبلغ عامها الأول، كل هذا وأبو داود لم يبلغ الـ30 من عمره بعد.
   لقد قُتِلَ -تقـ ـبله الـ ـله- وترك أعـ ـمـ ـاق صدقةً جارية ترهب الأعـ ـداء وتغيظ السفـ ـهاء المخذ لين، وتحرق أكباد المنـ ـافقين المرجفـ ـين، فجزاك الله عن الموحـ ـد ين كل الخير يا أبا داود، ونسأل الله أن يتقـ ـبلك وابنتك في فر دو سه الأعلى مع النبيين والشـ ـهداء والصا دقين.
 
بذل الحياة لربنا أسمى القُـرَب
حث الإله عليه في خير الكتب
لاتـحسبــن القتل فيـها مـيتــةً
بل عند ربي نَيلُ عالية الـرُّتـب
فتأهبـوا وتوثبــوا يا إخـوتــي
وتسابقوا فالعز يدرك من غَلَـب
عيش الحياة عزيزة في شــدة
خيرٌ من العيش الذليل بلا تعب

 
سيرة الإعلامي ريان مشعل


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -