أُختان تعودان لتلبـ ـسان الخِـ ـمار فيخرُّ السَّقف ..
أبٌ يُحيط بأبنائه فيأتيه الحديد فيـ ـفقع بطنه ..
كهلٌ يُطبق عليه السَّقف وهُو يسأل عن الصَّـ ـلاة ..
يدٌ باقيةٌ مِن صاحبها ترفع السَّبابة ..
فتىٰ يقرأ علىٰ رأس أبيـه ..
عجوزٌ ترفض الخُروج إلَّا أنْ تتغطَّىٰ ..
آخر أنَّة قُطعت ..
مُدنٌ بأكملها مُدمَّرةٌ وأحياءٌ خلتْ إلَّا مِن الأنقاض ..
وما بين ذا وذا مِن أهوال الشَّـ ـام ..
...
وما ندري يا قلبُ مَن نرثي ومَن نُبقي ..
ما ندري علىٰ أيِّ برٍّ يحطُّ جنبي ..
ما ندري كذا فِتن الشَّـ ـام ويا ليتنا متنا قبل أن نُفجع ..
عُد بي إلىٰ الشَّـ ـام أبكيها وتبكيني
دمـعٌ للشـآم ... دمـعٌ بالملايـيـنِ
عُد بي إلىٰ الشَّـ ـام أهلي كُلُّهم ذُبحوا
فيها سأزحف مقطوع الشَّرايينِ
خُذني إليهم .. إلىٰ أدمىٰ مقابرهم
لـ"جندريس" يا موتَ الرَّياحينِ
وجُز إلىٰ "حلب"، لـ "إدلب" النُّحِرت
لـ "ديارِ بكرٍ"، يا سوحَ القرابينِ
يا أُمَّ هارون ما مرَّت مُصيبتنا
بـأُمَّــةٍ قـبـلـنــا يــا أُمَّ هـــارونِ
أجري دموعًا وكِبري لا يُجاريني
كيف البُكا يا أخا سبعٍ وسبعينِ؟
أصيحُ أهلي، وأهلي كُلُّهم جُثَـ ثٌ
مُبـعثـرٌ لحمـها بين السَّـكاكـيـنِ
اكتب تعليقك هنا