حوار بين سني وخارجي ومرجئي

قالت الخوارج : إذا كـ ـفـ ـر الحاكم كفـ ـرت الرعية الشاهد منهم والغائب.

قلنا (أهل السنة) : إذا كـ ـفر الحاكم ليس بالضرورة كـ ـفر جميع الرعية وإنما من تلبس منهم بناقض . أما من أظهر شعائر الإسـ ـلام و ما أبدى ناقضا فهو مـ ـسلم عندنا.

 

قالت المرجئة : أيكـ ـفر الحاكم أصلا يا خوارج ؟ 

 

قالت الخوارج : .. كل من حكم بغـ ـير ما أنزل الله كـ ـافر ؛ وكل صاحب معصية كـ ـافر لأ نه حكم بغيـ ـر ما أنـ ـزل الله. 

 

قلنا ( أهل السنة ) : الحكم المقصود بالآية هو حكم القضاء ، ويوضح هذا سببُ النزول وطبيعة الحكم وهو خاص لا مطلق ، ويقوم به معسكر السلطان ( قضاة و إمام) ، أما مرتكب المعصية ؛ فما حكم بغير ما أنزل الله ، وإنما أتى بفعل نص التوقيف على أنه معصية.

قالت المرجئة : كل من أتى بفعل قد حكم و كل من حكم بغير ما أنزل الله كـ ـفر دون كـ ـفر لان العمل شرط كمال للإيمان ليس شرط صحة .

 

وقالت المرجئة : إن القائل بأن الحكم لله خارجي كلب نار إنما الحكم للحاكم و ليس لأحد أن ينازعه قيد أنملة و إن كـ ـفر .

 

قالت الخوارج : كل من يعيش بديار الكـ ـفـ ـر الطارئ كـ ـا فـ ـر لأنه ما أظهر الكـ ـفـ ـر بالطـ ـا غـ ـوت ثم استدلوا بقوله تعالى : {{ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم و مما تعبـ ـدون من دون الـ ـله كـ ـفـ ـر نا بكم و بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنـ ـوا بالـ ـله وحده }} .

 

قلنا : ليست بحجة على التكـ ـفـ ـير بالعموم من وجهين : الأول : أن الآية واضحة بها استثناء في قوله تعالى: {{ إبراهيم والذين معه }} فاستثنى الـ ـله من آمن بابراهيم عليه الصلاة و السلام .

 

فقاطعت الخـ ـوارج بقول إبراهيم لسارة : ( ليس على وجه الأرض مـ ـؤمن غيري و غيرك ) .

 

فقلنا : إنما قالها الخليل في قوم ما آمنوا به وبنبوته صلى الـ ـله عليه و سلم . وحمل قوله على من آمن به وبالأنبياء لهو الزام باطل والدليل ان الـ ـله تعالى بين الاستثناء في قوله تعالى: {{ إبراهيم والذين معه }}. ثانيا: بين الـ ـله تعالى صفة الكـ ـفـ ـر بالطـ ـا غـ ـو ت في قوله تعالى: {{ وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّٰـ ا ـغُـ ـوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّـ ـهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَـ ـادِ}} فالذي اظهر شعائر الإ سـ ـلا م (صيام صلاة زكاة) و ما عبـ ـد غير اللـ ـه فقد اجتنب الطـ ـا غـ ـو ت بنص الآية.

 

حوار بين سني وخارجي ومرجئي

 

تعديل المقال