يَـوْمِـيــات : تأليف أبـي أنَـــ ـس الـشّــ ـا مِـيِّ .
أكـثـرُ عُـلـمـاءِ الـمَـديـنـةِ يُجِـيـزونَ تَـحْـر يـقَ الـحُـصُـونِ والمَراكبِ على أهْـلِـ ــها ، فَـمُـنِـعَ الـتّحْـر يـقُ لـشخْصٍ بعَـيْـنِهِ ، وأمّـا الـتـحْـرِيـقُ العـامُّ فـلا بَـأسَ بـهِ • قـالَ ابـنُ قُـد امَة في المُغـنِي : (( يُـكْـرَهُ نَـقْـلُ رُؤ وسِ المشـ ـركينَ من بلدٍ إلى بلدٍ والتمْـثِـيلِ بقتلا هُمْ وتَعْـذ يـبِهِـمْ )) ؛ إذا كان في التمثيلِ كَـبْتٌ وغَـيْظ للـمُشـ ـرِ كينَ وفَـراغُ قـلـبٍ للمـ ـسلـ ـمينَ فلا بأسَ بذلِـكَ . تـرى الـرّجُـلَ الـنّحِـيـلَ فـتَـزْدَرِيـهِ * وفـي أثــوابـهِ أسَــدٌ هَــصــورُ سـارتْ مُشَـرِّقـة فـسِـرْتُ مُغَـرِّبــاً * شَـتّـانَ بَـيْـنَ مُشَـرِّقٍ ومُغَــرِّبِ قال عبدُ الـ ـلهِ بنُ المُـبارك :
وهَـلْ أفـسَـدَ الـدّيــنَ إلا الـمُـلـوكُ * وأحْــبــارُ سُــوءٍ ورُهْــبـــانُهـــا إنّ الــهِــــلالَ إذا رأيْـــــتَ بُــدُوَّهُ * أيْـقَـنـتَ أن سَيَكـونُ بَـدْرا كـامِلا ﴿ يُخرجُ الحيَّ من الميتِ ويُخرجُ الميتَ منَ الحيِّ ﴾ قِـيلَ في تفسيرها : يُخرجُ الـبَـيْضة الـمَيِّـتَـةَ منَ الـدّجاجةِ ، ويُخرِجُ الدجاجةَ منَ البيضةِ ، ويُخرجُ الـشّجـرةَ من الـبَـذرةِ ، ويُخْـرجُ الـبَـذرةَ مِـن الشجَـرةِ . وقولٌ آخـرُ أسَدُّ: يُخْـرجُ المـ ـؤ مِنَ من الكـ ـا فِـرِ ويُخرِجُ الكـ ـا فِـرَ من المُـ ـؤ منِ • وفي حِجْرِ فر عونَ وبَـيْـنَ جُدْرانِ قصرهِ ، وعلى مائِـدةِ طعـامهِ ، أنْـشـأ الـ ـلهُ كَـلِـيمَهُ مُو سى ، لِيُـبَـيِّـنَ وَهـاءَ بِناءِ الكُـ ــفـرِ وضَعْـفَ مَكْرِهِ . وهـذا فرعونُ قالَ : ﴿ وهذهِ الأنهارُ تجري من تَحتِي ﴾ فأجْـراها الـ ـلهُ مِن فوقهِ • اتّخـذَ الأعْـداءُ مَـنارةَ الـمَـسْجِـدِ ( صومَعَتهُ ) قاعدةً للـقَـنّـاصةِ ، فأفْـتَـيْـتُـهُـمْ بِجَـوازِ ضرْبِ مَنارةِ المَسجدِ بالصواريخِ لأنّ ذلك هُـو السبِـيـلُ الوحِيدُ للـقَـضاءِ عَـلى خَطـرِ القَـنّـا صةِ ولأنَّ قطرةَ دَمٍ مِن مُسلمٍ أغْـلى عِـندَ الـ ـلهِ من مناراتِ مَسـ ـا جدِ الـدُّنْـيا. لم نجد للـقَـنّاصةِ حَلاّ أنجـعَ من القناصِ ؛ فالقنا صُ دواؤهُ القنا صُ • تَـلَـقّى الصحابةُ الإسْـ ـلامَ حياةً عَـمَليةً وواقعا حَيًّا ، بينما تلقى مَنْ بَعْـدَهُـمُ العلمَ والتربيةَ دُروسا تُـتَـلَـقّى ومُتُـونـاً تُـشْـرَحُ • المُـتأمِّلُ في سِـيرةِ النـ ـبي يَجِدُ أنّ شعِـيرةَ الجـ ـهـ ـا دِ استحْـوذتْ على الـقِسْطِ الأكْبرِ من حَياتهِ ودعْوتِهِ ، وأكثرُ الآياتِ والأحاديثِ في الصلاة والجِـ ـهـ ـا دِ . والمـ ـجـ ـا هدُ لمباشرتهِ أمرَ الـدِّماءِ يَحتاجُ إلى مَـزيـدٍ منَ الضَّـبْـطِ الـشَّـرْ عِـيِّ والتهذيبِ النفسيِّ ولذلكَ فالواجبُ أن يُـقْـدِمَ إلى ساحِ الجـ ـهـ ـادِ العُـلماءُ ليُباشروا التعليمَ والتصويبَ والمـ ـجـ ـا هِـدُ أولى بالجُهْدِ الدعَوِيِّ من ذلك المُخلِدِ إلى الأرضِ ، النائمِ في حُضْنِ زوجَتِهِ • هؤلاء العمائمُ لا يُحْسنونَ إلا فِقهَ الهزائمِ • إن تعْطِيلَ الأسباب زندَقَةٌ ، والاعتِمادَ عليها شِرْكٌ • أسودٌ هَـزابِـرَةٌ في الحُـروبِ جَـبابِـرَةٌ • مَعْـرَكة الـفَـتْـحِ المُبِـيـنِ التي انطـلَـقـتْ شرارتُها ، وسَـيَعْـظمُ أوارُها ويَمتَـدُّ لهِـيـبُها ، مَلحمَةٌ بدأتْ أصولـُـها ولم تُـسْـتَـكْـمَـلْ بَعْـدُ فُصولـُـها. كَـمْ بَطلٍ أغْـفلْتُ ذِكرهُ ، وما ضَـرَّهُ ألا يَعْـرِفَهُ عُـمَرُ ، فحسْبُهُ أنَّ الــ ـلـهَ يعْرِفُهُ . ( لـيْـسَ كُــلُّ عَـجَـلَـةٍ مَـذمُـومَةٌ ؛ (( وعَــجِـلْـتُ إلـيْـك ربّــي لِـتَــرْضَـى )) • الـقُـذةُ : ريشة الطائِـرِ • الـسِّـرْبُ : الـنَّـفْـسُ ، آمـنـاً في سِـرْبـهِ أيْ في نَـفْـسِـهِ • وَعَـدَهُ : إذا مَـنّـاهُ بالـخَـيْـرِ ، وأوْعَــدَهُ : إذا تَـهَـدَّدَهُ وأنْـذَرَهُ • الـدُّهْـقـانُ بِـضَـمِّ وكسرِ الدّالِ : التاجِرُ • فلانٌ ذو حَـصاةٍ : أي عقلٍ ورأيٍ • أغَـذّ : أسْـرَع • تـلـمَّـظ : إذا تتـبَّعَ بلِسانِهِ بَقِـيَّةَ الطعامِ في فَـمِهِ وأخْـرَجَ لِـسانَـهُ فَـمَـسحَ به شَـفَـتَـيْهِ • كَـعَّ : نَـكَـصَ على عَـقِـبَـيْهِ ؛ جَـبُـنَ • الأ تّــُـونُ : المَـوْقِـدُ • الـبَـرْبَرُ: مَعروفُونَ بالغِـلـظةِ • العَجاجُ : الغُـبارُ والدّخانُ أيضا • الأجَـمَة : الشجَـرُ الكـثِـيرُ المُلْـتَـفُّ ، جَمْعُـهُ آجامٌ • وقَعـوا في حَـيْصَ بَـيْصَ ؛ أي في ضيقٍ وشِـدّةٍ • وَنَى يَـنِي ؛ أي ضَعُـفَ وفَـتُـرَ • الـرَّغَـامُ : الـتّرابُ • الـنُفاضَةُ : ما سقط منَ الـشّيءِ إذا نُفِضَ • الـوِقْـرُ : الحِمْلُ • الخُـلَّـبُ : الـسّحابُ يُومِضُ بَـرْقُهُ حتى يُرْجى مَطـرُهُ ثـمّ يُخْـلِـفُ ويَـتَـقَـشَّـعُ ، وكأنّهُ من الخِلابَةِ وهي الخِـداعُ بالـقَـولِ الـلّطِـيفِ • الـنّطاسِيُّ بكسرِ وفَـتْـحِ الـنّونِ : العَالِـمُ • لمْ يَـألُ جَهْـداً : لـمْ يَـدَعْ جَهْـداً ولـم يُـقَـصِّـرْ • كَـبَـتَ الـعَـدُوَّ : ردّهُ بِغَـيْظِهِ • مَثّـلْـتُ بالـقــ ـتِـيلِ إذا جَدَعْتُ أنْـفَهُ وأُذنَهُ ، أو شيئاً مِن أطرافِهِ • سَـمِـعَ الهَـيْعَة فـطـارَ إلـيْها ، والهَـيْعَة : كُـلُّ ما أفْـزَعَـكَ مِنْ صَوتٍ أو فاحِـشَةٍ تُـشاعُ • سَـلَـحَ علَـيْهِ : أيْ تَغَـوَّط ) . (100 صفحة)
خلاصة كتاب : " يوميات " تأليف : الشا مي |
اكتب تعليقك هنا