أخر الاخبار

حكاية تركستان الشرقية ( بلاد الإيغور المضـ ـطهدة ) / كتبه : عمر رفاعي

 نشر أحدهم يدعى " عمر رفاعي " مقالا في تاريخ تركستان الشرقية جاء فيه :

الحلقة الأولى :

    حكاية تركستان الشرقية التي تبلغ مساحتها 79 ضعف مساحة الأراضي المحتلة من قبل دويلـ ـة إسـ ـرائـ ـيل ، وهي غنية جداً بالمعادن النادرة التي تدخل في الصناعات الحديثة مثل اليورانيوم وغيرها . كانت لقرون طويلة أرضاً إسـ ـلا مية خالصة إلى أن قامت الصين بغزوها حيث مارست أبشع صور الاضطـ ـهاد الديني بالإكراه والقـ ـتل والتشريد وسلب الممتلكات وبعد قيام ثورة الطاـ ـغوت الشيوعي ماو تسي تونغ 1949 وهي الثورة المسؤولة عن قتل ما بين 30 إلى 80 مليون معارض أمر "ماو" بطمس الهوية الإسـ ـلا مية للمسـ ـلمـ ـين فدمّر مسـ ـاجدهم وسحلهم إلى ساحات الإعدامات الجماعية وهو من أسباب تراجع عِدة الإيغـ ـور وبقية الأقليات المسـ ـلمة، وبالرغم من ذلك فقد جـ ـاهد المستضعفون المسـ ـلمون للتمسك بأقل القليل من دينهم فكانوا يحفظون القـ ـرآن الكـ ـريم ويتناقلون تعاليم الإسـ ـلام ليلاً وسراً في الأقبية والسراديب يعني بأنه لا يمكن البتة مقارنة ما جرى للفلسـ ـطينيين والأفـ ـغان بما جرى للإيغور، بل إن زعماء النظام الشيوعي في أفغانسـ ـتان من داود إلى نجيب الـ ـله كانوا أصلا محافظين على صلاة الجماعة في المسـ ـاجد ونجيب الـ ـله كان أحياناً يؤم الناس في الجمعة فلا مقارنة أصلاً، وإنما يقارن حال المسـ ـلمين في الصين بما جرى للمسـ ـلمين عند سقوط الأنـ ـدلس وإنشاء محاكم التفتـ ـيش الصـ ـلـ ـيبية.

   فالقضية ليست فقط أراضي مسلـ ـمين تم احتلالها بل احتـ ـلال واضطهاد ديـ ـني وقتل واغتصاب وإجبار على شرب الخمر وأكل الخنـ ـزير ...
 
   أما مشايخنا وعلماؤنا وقادة الحركات الجـ ـهـ ـادية فقد كانوا يعرفون هذه الحقيقة ويكفي للدلالة على ذلك أن الشيخ عبد الـ ـله عزام أدرج تركسـ ـتان الشرقية ضمن البلاد التي تشملها فتوى الجـ ـهـ ـاد الواجب المتعيّن على جميع المسـ ـلمين لتحريرها مثلها مثل أفغانـ ـستان وفلسطـ ـين (...) .

فمن أين جاء الغدر ؟
وكيف وقعت الخديعة ؟
تابع لتعرف كيف سيق المسـ ـلمون زمراً زمراً .
 
الحلقة الثانية :
 
   المـ ـسلـ ـمون الإيغور وسائر الأقليات المـ ـسلمة هنالك لم تكن لهم طاقة ولا حيلة في مواجهة الاجتياح الصـ ـيني من جهة الشرق بل لم يجدوا حيلة للهـ ـجرة والجـ ـهـ ـاد لأن البلدان الإسـ ـلامـ ـية في وسط آسيا تمّ اجتياحها كذلك بالغزو الروسي السوفييتي من جهة الغرب فلم يبق من دول الجوار إلا باكستان ومنها جاء أول الخذلان إذ لم تفتح أبوابها للهـ ـجرة والجـ ـهـ ـاد كما فعلت مع الأفغان عند الغزو السوفييتي ثم تطوّر الخذلان إلى بيع وشراء فكانت باكستان أول من باع مظلمة الإيغور مقابل كسب الانحياز الصيني في النزاع على الكشمير [كما باعت الدول المطبعة قضية فلسطين والقدس على مبدأ: أنا ومن بعدي الطوفان] وليت الأمر قد وقف على تلك المقايضة القذرة، لكنه تطوّر لاحقاً إلى خديعة لأن جذوة الجـ ـهـ ـاد قد سطع نورها في الساحة الباكستانية الأفغـ ـانية وفتحت الأبواب للمجـ ـاهـ ـدين المـ ـهاجـ ـرين من شتى أنحاء العالم وتحمّس الإيغور كغيرهم لتحرير بلادهم فتمّت خديعتهم بالأماني والوعود الكاذبة فقيل لهم : الأولى أن تبدأوا بمشاركة إخوانكم الأفـ ـغان لتحرير أفغانستان ثم يكون الانطلاق لتحرير تركستان الشرقية، أما مشايخ السنة في شبه الجزيرة العربية فكالعادة ليس لهم في العير ولا النفير يأتيهم التوجيه من ولي الأمر وقد كان، بعد أن أمر البيت الأبيض الأنظمة التابعة وأذن لهم بتحريك عجلة السلفية الجـ ـهـ ـادية العالمية لتحرير أفغانستان، وهذا أمر كان معروفاً لدى الجميع فزاده بياناً اعتراف الأمير محـ ـمد بن سلمان في تصريحاته الرسمية لجريدة الواشنطن بوست.
عند ذلك أذن ولي الأمر السعودي للمشايخ والمؤسسات [وعلى رأسها "رابطة العالم الإسـ ـلامي "] ونخست مخابراتها مشايخَها للنهوض المقدس لدعم قضية تحرير أفغـ ـانستان، ومرة بعد مرة نقول: إنّ زعماء الجهاد العالمي كانوا على دراية باللعبة الأمريكية في سياق الحرب الباردة لكنهم انطلقوا من مبدأ "لا ضير في تلاقي المصالح" فانتهى الأمر بالفتوى العظيمة التي أشرنا إليها في الحلقة السابقة والتي كتبها الدكتور عبد الـ ـله عزام رحمه الـ ـله وأجمع عليها علماء العصر بمحضر كبيرهم [عالم آل سـ ـلول] المدعو ابن باز، وأنا هنا لا أعترض على الفتوى بل أقول هي من حيث العموم أصدق وأعظم فتوى جـ ـهـ ـادية تمّ الإجماع عليها في العصر الحديث لكن كما يُقال في المَثل الغربي: "الشـ ـيطان يكمن في التفاصيل" فكان الأمر للأسف الشديد على ذلك إذ جاءت الفتوى وبضغط من السـ ـعودية وباكستان ومن ورائهم بالطبع أمريكا، ووقع التسييس في تقدير درجة الشيطنة، أي العدوّ الأخوف والأخطر على الإسـ ـلام فاستبدلت الصين وإسرائيل بالسوفييت وبناء على تلك المقدمة أصدرت الفتوى توجيهاً إدارياً مسيّساً لحركات الجـ ـهـ ـاد العالمي بقوله غفر الـ ـله له: "إننا نرى البدء بأفغانستان قبل فلسطين" [صفحة 16].
وبناء عليه طالب عبد الـ ـله عزام الجـ ـهـ ـاديين في شتى أنحاء العالم بالتوجه فوراً إلى أفغانستان باستثناء المقيمين في إسـ ـرائيل.
وهذه الكلمة قلبت كل الموازين وحوّلت البوصلة وأعادت ترتيب قائمة الأعداء وأجندة الأولويات لدى كافة المنظمات الجـ ـهـ ـادية في العالم ونتج عن ذلك خسران القضية الفلسطينية لأكثر من 90 % من الزخم والمدد العالمي أما قضية "الإيغور" فخسرت بنسبة 100 % فكان الرابح الأكبر من تلك الفتوى وما نتج عنها هما الصين وإسرائيل.
مسكين عبد الـ ـله عزام ابتلع الطعم وأطعمه فلما تأكدت هزيمة المعسكر الشيوعي في أفغانستان اغتالوه وأخرجوه من اللعبة وضاع دمه بين الأجهزة "ويمكرون ويمكر الـ ـله والـ ـله خير الماكرين".
بقية القصة تعرفونها، انقلب السحر على الساحر فخرج لهم من الجنب من تعرفونه فدمّر أبراجهم وخلط أوراقهم ثم طلع لهم من العراق من تعرفونه فجعلهم كالذي يتخبطه الشـ ـيطان من المس وللحديث بقية.

حكاية تركستان الشرقية ( بلاد الإيغور المضـ ـطهدة ) / الحلقة الأولى والثانية



تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -